قد وضحنا في المقالين السابقين بعض من علامات الساعة الصغري والتي ظهرت وانقضت وبعضا من علامات الساعة الصغرى التي ظهرت ومازالت موجوده, وفي هذا الجزء الثالث سوف نستكمل باقي علامات الساعة الصغرى والتي ظهرت ومازالت موجوده.

علامات الساعة الصغرى التي ظهرت ومازالت موجودة

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيْنَا أنَا عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْ أتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إلَيْهِ الفَاقَةَ، ثُمَّ أتَاهُ آخَرُ فَشَكَا إلَيْهِ قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقَالَ: يا عَدِيُّ، هلْ رَأَيْتَ الحِيرَةَ؟ قُلتُ: لَمْ أرَهَا، وقدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا، قَالَ فإنْ طَالَتْ بكَ حَيَاةٌ، لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الحِيرَةِ، حتَّى تَطُوفَ بالكَعْبَةِ لا تَخَافُ أحَدًا إلَّا اللَّهَ) أي أن من علامات الساعة الصغرى هو أن يسود الأمن في جميع بلاد المسلمين, حتي يصبح الرجل أن يتنقل ويسافر في أي وقت دون أن يخاف علي نفسه ولا أهل بيته ولا ماله, وقد حدث هذا بالفعل في زمن الصحابة عندما كثرة الفتوحات الإسلامية, ويقول العلماء أنها سوف تحدث مرة آخري في زمن سيدنا عيسى عليه والسلام والمهدي المنتظر.

تحول الرجل الأمين الذي يكون من الصالحين إلي خائن, حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ، قالَ: كيفَ إضَاعَتُهَا؟ قالَ: إذَا وُسِّدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ), أي أن الأمانة سوف تضيع بين الناس وسوف يقل الأشخاص الذين لديهم أمانه.

استباحت الزنا وانتشاره, ينتشر بين الناس الزنا حتي يصبح جهاراً نهاراً بين الناس ولا يبالي الرجل بذلك, وهذا ما نجده في زمننا هذا, وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه (مِن أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، -ذكر منها- وَيَظْهَرَ الزِّنَا).

كثرة الربا بين الناس, من ضمن علامات الساعة الصغرى أن يكثر الربا بين الناس حتي يصل أن الرجل لا يتحسس علي المال الذي يحصل عليه ما إذا كان من حلال أم كان من حرام, وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لَيَأْتِيَنَّ علَى النَّاسِ زَمانٌ، لا يُبالِي المَرْءُ بما أخَذَ المالَ، أمِنْ حَلالٍ أمْ مِن حَرامٍ).