أثبتت الدراسات ونظريات العلماء على مر الزمان دور الأسواق المالية في الاقتصاد، وتنميته بعدة سبل مختلفة، نذكر منها على سبيل المثال، دورها الواضح في تعبئة المدخرات، وتمويل النشاط الإنتاجي، ورفع معدلات الاستثمار في السوق، نظرا لهذا نجد زيادة واضحة في الاهتمام بها، من جميع الدول النامية والمتقدمة، وذلك لحشد المدخرات الوطنية تجاه الاستثمار، وزيادة رفاهية المواطن، وتحريرا للنظم.

دور الأسواق المالية في الاقتصاد

تلعب الأسواق المالية دورًا حيويًا لتنمية الاقتصاد كالتالي:

• من خلالها، يتم خلق قنوات عن طريقها يتم نقل المال، من الوحدات التي تحقق فائض كبير، إلى وحدات أخرى صاحبة عجز.
• لها دور فعال في عملية التعبئة الادخارية، عن طريق تشجيع الأفراد على استثمار الفائض من نقودهم، فتوفر لهم دخلا إضافيا، وسيولة كافية حيث يستطيع المستثمر بيع أسهمه في أي وقت يريده.
• لها دور حيوي في توفير السيولة الازمة للمستثمرين، فمعظم المشروعات الكبرى في الدول المتقدمة والنامية، قائمة عليها، وعلى دورها الريادي في تعبئة المدخرات من جهات الفائض، وتوجيهها نحو تمويل واستثمار المشروعات ذات الإنتاج.
• تعتبر مؤشر هام على أحوال الاقتصاد في البلاد، وهى مرجع هام لرجال الدولة للتنبؤ بالأحوال القادمة، فكلما ارتفع مؤشر الأسهم دل ذلك على قدوم مرحلة انتعاش في البلاد، ولكن على النقيض عند انخفاض أسعار الأسهم يدل على إقبال البلاد على مرحلة من الكساد.
• ساعدت الأسواق المالية على وجود العديد من الشركات المساهمة.
• لها دور واضح في الرقابة على أداء الشركات، التي يتم تداول أسهمها خلالها، فكلما كانت سياسات هذه الشركات المالية، التوظيفية، والمالية، والاستثمارية ذات كفاءة عالية، كلما ارتفعت أسهمها في البورصة، وكلما انخفضت كفاءتها، انخفضت أسهمها في البورصة، فهي تعمل كرقيب غير رسمي على الشركات المتداولة بها.

دور الأسواق المالية في التنمية

وللأسواق المالية دور ملموس في التنمية كالتالي

• التفاعل بين قوى العرض والطلب، وتأثر ذلك بالحالة الاقتصادية، جعل الأسواق المالية تعمل كمرآة.
• تنشيط الاقتصاد من خلال تشجيع المدخرات للاستثمار في البورصة.
• تشجيع كبار وصغار المستثمرين، من يمتلكون فائض من الأموال، ولا يستطيعون عمل مشروعات خاصة بهم، على الاستثمار في البورصة مما يزيد من النمو الوطني.
• الاقتراض العام للحكومة من الأفراد، بدأ ظهوره بظهور الأسواق المالية، وذلك بطرح أوراق مالية حكومية في الأسواق، مما أسهم في عمليات التمويل للخطط التنموية.
• أذونات الخزانة، مصدر من أهم مصادر تمويل الدولة، وهي من منتجات الاستثمار في الأسواق المالية.
• العملات المتداولة داخليا في الأسواق المالية هي أكبر مساهمة في الائتمان الداخلي، أما في حالة التداول في البورصات العالمية، من الممكن استخدام الأوراق المالية كغطاء لقروض خارجية وهذه إحدى صور الائتمان الخارجي.
• النمو والازدهار نظرا للتوجيه الصحيح للموارد إلى الاتجاهات الأكثر ربحا، ولذلك يجب توفر بعض السمات في الأوراق المالية، مثل

1. الأمان.
2. الكفاءة في التسعير.
3. الكفاءة في التشغيل.
4. عدالة السوق.
5. عمق السوق.
6. استمرارية السوق.
7. توفر قاعدة بيانات، واضحة ومحددة للمستثمرين العرب والأجانب.

مفهوم الأسواق المالية

• هو مكان خلاله يتم الاتصال بين العرض والطلب على الأموال، وذلك من الممكن أن يتم بطريقة مباشرة، أو بطريقة غير مباشرة وذلك عن طريق السماسرة والشركات المتخصصة في هذا الشأن.
• السوق المالي هو كيان منظم، يتم عن طريقه التبادل بين أصحاب الفائض المالي، والعاجزين ماليا، لتحقيق أهداف معينة، وذلك بطريق مباشر أو غير مباشر، وفق شروط ومعايير محددة.
• هي نظام من خلاله، الجمع بين البائعين والمشترين، لنوع محدد من الأوراق المالية، أو لأصل مالي معين.
• تعريف الأسواق المالية، يبين دور الأسواق المالية وكم هو عميق أصيل.

أسباب ظهور الأسواق المالية

هناك عدة أسباب أدت إلى ظهور الأسواق المالية مثل:

• انكماش وجود الملكية العامة.
• زيادة وجود القطاع الخاص في كافة المجالات مثل، الاقتصاد، التكنولوجيا، المعلومات والاتصالات.
• قيام بعض الدول بتحديد النظم الخاصة بها.

كل هذه العوامل أدت إلى ظهورها، وحددت دور الأسواق المالية.

تطور الأسواق المالية ودورها في الاقتصاد

• حدث مؤخرا تطور رهيب، وطفرة تكنولوجية رهيبة في عالم سوق الأوراق المالية.
• أصبح حاليا، ليس من الضروري التواجد في مقار الأسواق المالية، لإتمام صفقات البيع والشراء.
• يمكن للمستثمر عن طريق مكاتب السمسرة المتواجدة في جميع أنحاء العالم، شراء وبيع ما يريده من أسهم.
• وصلت عجلة التحديث والتطور بها، إلى إمكانية إتمام الصفقات من المنزل، عن طريق الهاتف أو جهاز الكمبيوتر المحمول، من خلال تطبيقات معينة، يتم تنزيلها على الهاتف، باستخدام شبكات الانترنت.
• سهولة دخول عالم الأوراق المالية، سهل من التداول، وساهم في زيادة نسبة المستثمرين مما أدى إلى تعميق دور الأسواق المالية.

أهمية البورصة للمستثمر ودور الأسواق المالية في الاقتصاد

• هي من أهم مصادر السيولة للمستثمرين، فمن السهل جدا للمستثمر تحويل الأوراق المالية إلى نقود، والعكس.
• ارتفاع سيولة الأسهم والسندات، والمنتجات الاستثمارية المختلفة للبورصة، كان له أثر إيجابي لها، وزاد من نسبة المساهمين فيها، مما زاد من دور الأسواق المالية بفاعلية عالية المستوى.

أنواع الأسواق المالية ودورها في الاقتصاد

تنقسم الأسواق المالية إلى عدة أنواع كالتالي:

رأس المال

هو نوع من الأسواق، يتم فيه التداول في المنتجات الاستثمارية طويلة الأجل، كالأسهم والسندات، وهو مهم لتمويل المشروعات الطويلة الأجل، وينقسم إلى نوعين:

الأسواق الفورية: يتم عن طريقها تداول المنتجات الاستثمارية المتوسطة والطويلة الأجل، من خلال تجميع المدخرات وتوجيهها إلى الاستثمار طويل الأجل، وتضم نوعين من الأسواق هما:

• السوق الأولي: وهو السوق الذي يتم فيه إصدار الأسهم لأول مرة، حيث تقوم الشركة الجديدة بطرح رأسمالها عن طريق الاكتتاب، على شكل أوراق مالية.
• السوق الثانوي: هي سوق تتداول بها الأوراق المالية الكاملة الشروط التي تم التداول بها في السوق الثانوي مسبقا. تنقل بها الأموال من المدخرين سواء كانوا أفراد أو شركات إلى الشركات المستثمرة، من خلال منتجات استثمارية طويلة الأجل كالأسهم والسندات، وتشمل نوعين: السوق المنظمة: تتميز بوجود مكان، محدد للتداول، والسوق الغير منظمة: تشمل التعاملات خارج السوق، مثل عن طريق الهاتف، الكمبيوتر،الفاكس، والانترنت.

الأسواق المستقبلية: أسواق يتم فيها الاتفاق على السعر للمباع والمشترى حاليا، لكن التسليم يتم لاحقا، مثل عقود الخيارات والعقود المستقبلية.

سوق النقد

• هذا النوع يتم فيه تداول الأصول قصيرة الأجل، تاريخ استحقاقها يكون أقل من سنة. من خلالها تقوم البنوك المحلية أو البنوك المحلية والعالمية بعمليات اقتراض بين بعضها البعض.
• العامل الأهم فيه، هو سعر الفائدة، والتى تتحدد بناء على العرض والطلب.
• سوق أقل اتساعا من النقدي.
• سوق رأس المال أكثر تنظيما واحترافية، لذا يطلق عليه اسم سوق الصفقات الكبيرة.

الظهور القوي  مؤخرا للأسواق المالية، في جميع دول العالم، ودور الأسواق المالية في الاقتصاد، جعل من المهم إلقاء النظر بعمق عليها ومعرفة الكثير عنها وأسباب ظهورها ودورها المؤثر في الاقتصاد، وهذا ما قمنا به في هذا المقال.