دور الأب في تربية الأطفال

دور الأب في تربية الأطفال

قد يعتقد الكثيرون أن دور الأب يقتصر في الناحية المادية أو في لعب دور البعبع الذي يجب أن يخافه كل الأولاد وقد يذهب البعض الأخر لإعتقاد أن دور الأب يبدأ في مرحلة متأخرة من حياة الأطفال ومعظم الناس الذين قابلتهم في حياتي يغفلون دور الأب في التربية المرافق تماما لدور الأم، لا بل قد يكون اكثر أهمية من دور الأم في حياة الأطفال عامةً فالأولاد يميلون إلي تقليد الأب في الكثير من الأشياء وايضا يتعلمون من الأب بسرعة أكبر من تعلمهم من الأم.

ولا يقتصر دور الأب في حالة الذكور فقط ,بل يشمل ايضا الإناث، لقد اثبتت الدراسات بأن الكثير من الفتيات عندما تقرر الإرتباط بشخص ما فإنها تبحث عن صفات والدها به فإن كان والدها لطيفاً ومحباً سوف تبحث عن نفس الصفات في الشخص الذي ترغب الإرتباط به , أما الأولاد فإنهم سوف يحاولون تقليد الأب في الكثير من الصفات والتصرفات ويعتبرون آبائهم مثالا يحتذى به , وأيضا اشارت الدراسات بأن وجود الأب في حياة الأطفال يأثر في تعلمهم اللغة وعلاقاتهم الإجتماعية كما له التأثير الكبير في تحصيله العلمي فالإناث اللاتي تربطهن صلة قوية بوالدهم لوحظ تفوقهم في مادة الرياضيات والذكور لوحظ أنهم يحصلون على علامات عالية في الإختبارات التنافسية.

يجب أن تكون مثالاً لأطفالك فحياتك أمام اطفالك ككتاب يشاهدونه ويستمتعون بكل تفاصيله لذلك عليك أن تكون حذراً في إنتقاء كلماتك امامهم وتصرفاتك أيضاً عندما يشاهدك طفللك تكذب سوف يتعلم الكذب ولن تستطيع أن تعاتبه أو تعاقبه وقس على ذلك كافة التصرفات.

علمهم الطريق إلى الله، لا تذكر أمامهم كلمة النار وتصور لهم الله بصورة المعاقب دائماً والذي سيرميه في النار إن كذب أو سرق أو فعل اي شيء خاطئ فهذا سيولد عنده الخوف من الله لا الحب وربما الكره لهذا الإله الذي يرمي كل الأطفال في النار علمهم أن طريق الوصول الى الله سبحانه وتعالى هي بالتقرب منه بالصلاة ومساعدة الآخرين وفعل الخير.

لا تجعل الفرصة المتاحة لك في مشاهدة فلمك المفضل تنسيك دورك كأب , متغافلاً هذا الكائن الصغير كن صديقه العب معه لعبته المفضلة في السن الصغيرة حاول أن تركب معه منزلاً من المكعبات أو أن تصنع له لعبةً من الشمع أو تلعب معه كرة السلة في العمر الأكبر أو اي لعبة يفضلها, إن اتيح لك الوقت أذهب معه إلى المكان المفضل له حديقة أو رحلة سفاري أو مشاهدة فلم في السينما هذه اللحظات لا تنسى ويجب إستغلال كل دقيقة معهم.

دائماً كن حاضراً إلى جانبهم, فالأطفال يحبون أن يحضر آبائهم الى المدرسة للسؤال عنهم دائما إحرص أن تتابعه في مدرسته ومن يرافق فكما يقال الصاحب ساحب وربما يهدم لك ما قد قمت ببنائه عبر السنين.

عليك ان تكون له المدرس فكما أسلفنا بأن الأطفال يكونون أكثر قابلية لتلقي المعلومات من الأب , ولن يقتصر التعليم على المناهج المدرسية فقط ,علمه ماهو دوره في الحياة ولماذا وجد في هذه الحياة تحدث له عن تجاربك في الحياة فالمدرسة أو الجامعة لن تعطيه هذه الخبرة التي دفعت فيها الكثير لتتعلمها.

علمهم الحب أحب والدتهم وأخبرهم كم تحبهم إجعلهم يحبون عودتك إلى المنزل ولا يخافونها أخبرهم بان يحبوا الاخرين ويحبوا أنفسهم كل تلك الأمور ستنعكس على شخصيتهم وعلى علاقتهم بالأخرين.

الكثير من الآباء يتغافلون الدور العاطفي في حياة أطفالهم وقد اثبتت الدراسات أن الطفل يحتاج الى الاحضان من الأب كما هو بالنسبة للأم أحضنه في كل المناسبات أن نجح في امتحان أو سقط به لا تدعه يلجأ لشخص آخر يعطيه ما يفتقده من الحنان .

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *