أعلنت وزارة الثقافة الثقافة والاتصال، أنها ستنظم الدورة الرابعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء في الفترة ما بين 08 و18 فبراير 2018 .لذلك إذا كنت من مُحبي الكتب، ولم يسبق لك أن ذهبت للمعرض الدولي للكتاب، أو سبق لك وذهبت لكن لا تعرف كيفية التعامل مع المعرض والكتب، إليك هذه التدوينة التي قد تفيدك إذا ذهبت مجدداً. وللإشارة فقط، النصائح صالحة للمعرض الدولي بصفة عامة في أي مكان من العالم العربي.

السؤال الأهم الذي سأبدأ بالإجابة عنه هو: لماذا نذهب للمعرض الدولي؟

السبب عزيزي القارئ هو أن المعرض عبارة عن فرصة تتاح للمهتمين بالكتب مرة واحدة في السنة. لذلك فعلى الراغبين في اقتناء الكتب اغتنام الفرصة بأفضل الطرق الممكنة، وقد تجدون في تدوينتي هاته أفضل وسيلة لفعل ذلك. لأن جميع دور النشر العربية تقريباً تكون حاضرة في المعرض، وتكون محمَّلة بآخر إصدارات الكتب من دراسات وأبحاث وروايات وغيرها. إضافة لأنه في بعض الأحيان تُعرض كتب مهمة ونادرة. فالمعرض بهذا المنطق هو فرصة ليقوم الدارس أو الطالب بتحديث معلوماته حول آخر الإصدارات ومواضيع الساعة.

النصيحة الأولى: من بين الأمور المهمة التي يجب عليك أن تلتزم بها، هو أن تقوم بإعداد قائمة تضم الكتب التي تهمك، والتي تود البحث عنها في المعرض. لأنه إن كنت مهتماً حقاً بالكتب، فإن شهيتك ستكون مفتوحة جداً للكتب، وقد تجد العديد من العناوين المثيرة. بهذه الطريقة قد تتيه داخل المعرض، وينتهي بك المطاف مستنفذاً لجميع أموالك تاركاً بعض الكتب المهمة التي كانت أولى بالشراء. لذلك نظم نفسك قبلياً، واكتب عناوين الكتب والمؤلفين، ودور النشر ورقم الطبعات إن اقتضى الأمر ذلك. أظن أن الأمر أصبح اليوم يسيراً، إذ تستطيع تدوين كل هذا داخل مفكرة هاتفك الذكي.

النصيحة الثانية: عندما تذهب للمعرض، وافتراضاً أنك شخص معتاد على التجول داخل أروقة المكتبات في مدينتك، عليك أن تتوجه في بحثك صوب الكتب التي لا تتوافر في المكتبات العادية. وهنا إن كنت متخصصاً في مجال ما، فلسفة كانت أو علوم إنسانية عموماً أو تخصص آخر، ووجدت كتاباً جيداً فحاول ما أمكن استغلال الفرصة وشراء الكتاب. لأنك قد ترغب في شراءه لاحقاً، وقد تكون مستعداً لدفع ضعف المبلغ المطلوب في المعرض، لكنك مع ذلك لن تجده. إذن فابحث عن الكتب التي لا تتوافر في باقي أيام السنة.

النصيحة الثالثة: تلك القائمة التي قمتَ بإعدادها سلفاً، والتي تضُم العديد من الكتب. يجب أن تكون لديك دراية بأثمنتها ولو بشكل تقريبي. لنفترض هنا أنه من بين الكتب التي ترغب في اقتنائها وضعتَ رواية الجريمة والعقاب لدوستويفسكي. من الأفضل أن تكون على دراية سابقة بأن ثمن الرواية الاعتيادي هو 225 درهماً مغربية (تقريباً 24 دولاراً أمريكية) لذلك فإن وجدت نفس الرواية في المعرض بهذا الثمن نفسه، فأجِّل شرائها ليوم لاحق (إذا كانت متوافرة في الأيام الاعتيادية بطبيعة الحال) أما إن وجدت بأن الثمن أقل من هذا فاقتنيها بكل أريحية.

النصيحة الرابعة: ربما هذه من بين أهم النصائح التي لا يعرفها العديد. كلما دخلت لرواق دار نشرٍ في المعرض، اسأل المسؤول عن الرواق أو المسؤول عن البيع عن التخفيض على الكتب. لأنه في بعض الأحيان تقوم دور النشر بوضع أثمنة على الكتب، بينما يبيعونك إياها بثمن أقل إذا ما أنت طالبت بالتخفيض المخصص للطلبة. وتجربتي الشخصية في السنة الماضية، هي أنني دخلت لرواق دار نشر لا داعي لذكر اسمها، استفسرت عن ثمن أحد الكتب، فقال لي البائع 80 درهماً. قلت له لابد وأن تخفض الثمن لأنني طالب، قال لي سأبيعك إياه ب75 درهماً. أشرت برأسي رافضاً وهممت بالذهاب، لكنه قال مجدداً 70 درهماً هو الثمن الذي لن أخفض بعده. لذلك لكم أن تلاحظوا كيف كان الثمن وكيف تصرف البائع.

النصيحة الخامسة: هذه نصيحة هامشية نوعاً ما، لكنها قد تكون مهمة للبعض. في المعرض تقوم دور النشر بتنظيم حفلات توقيع لِآخر الكتب الصادرة، وأحياناً تقوم بتنظيم قراءات في كتب وندوات ومناقشات. لذلك بما أنك سوف تتنقل خصيصاً للمعرض، فمن الأفضل أن تحضُر ندوة أو نقاشاً. أو إن كنت ستشتري كتاباً حديث الصدور فمن الأفضل أن تأخذ نسخة موقعة إن تزامن يوم ذهابك للمعرض مع يوم تنظيم حفل التوقيع حتى تكون الاستفادة مضاعفة.

أظن بأن هاته النصائح الخمسة سوف تُفيدك حتماً إن كنت مبتدِئاً في مجال شراء الكتب، أو إن كانت هذه زيارتك الأولى للمعرض. لذلك أرجو أن تكون نصائحي مفيدة لكم، ودُمتم محبين للقراءة والثقافة والعلم.