أجمع العلماء والفقهاء المعتبرين على استحباب صيام يوم «عرفة» لغير الحاج لما له من الفضل العظيم، ويوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة، وقال الإمام الترمذي: قد استحب أهل العلم صيام يوم عرفة إلا للحاج، واختلف العلماء على حكم صيامه للحاج، وذهب الشافعية والحنابلة والمالكية إلى كراهيته وإن استطاع الحاج من الناحية البدنية صيامه، وقد يتردد على كثير من الألسنة هذا السؤال «ما هي الحكمة من منع الحاج من صيام «يوم عرفة»؟، وفي هذا الصدد أجاب الشيخ عبد العزيز بن باز، مفتي المملكة العربية السعودية الأسبق، إجابة تفصيلية، كما أجاب عن ذات السؤال أيضا، الكثير من العلماء، فقالوا أن الحكمة من ذلك هي أن يوم عرفة يعتبر بمثابة عيد للحجاج، فالأفضل لهم هو أن لا يصوموا.

ففطر الحجاج يوم عرفة، يجعلهم قادرين على الذكر والدعاء، وعلى الصالح من الأعمال المشروعة والمستحبة في ذلك اليوم. كما أن الصيام قد يضعف من قوة تحملهم. وخاصة في أيام الصيف شديدة الحر.

واستدل هذا الرأي الذي قال بالكراهية لصيام عرفة للحاج بما روته أم الفضل بنت الحارث رضي الله عنهما في صحيح البخاري «أنها أرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن، وهو واقف على بعيره بعرفة فشرب».

وعن ابن عمر رضي الله عنهما «أنه حج مع النبي صلى الله عليه وسلم. ثم أبي بكر. ثم عمر، ثم عثمان. فلم يصمه أحد منهم».

أجر صيام يوم عرفة

إن الوقوف بعرفة، ركن من أركان الحج، ولا يصح الحج إلا به، ومن فاته الوقوف بعرفة فقد فاته الحج، وقال صلى الله عليه وسلم «الحج عرفة». فهو ركن الحج الأعظم.

ويحصل الصائم ليوم عرفة من غير الحجاج على العديد من الثواب العظيم والأجر الكبير، ومن أهم ما ورد في ذلك:

• كثرة العتق من النار في ذلك اليوم، فقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه. «ما من يوم أكثر من أن يعتق فيه عبدا من النار من يوم عرفة». وهناك أيضا الحديث  الذي روته سيدتنا عائشة رضي الله عنها. مرفوعا «ما مِن يومٍ أكثر مِن أنْ يُعْتِقَ اللهُ فيه عبدًا مِن النارِ، مِن يومِ عرفة، وإنَّه ليدنو، ثم يُباهي بهم الملائكةَ، فيقول: ما أراد هؤلاء؟». صحيح. رواه مسلم.
• يستجيب الله فيه الدعاء، قال صلى الله عليه وسلم «خير الدعاء، دعاء يوم عرفة. وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير» رواه الترمذي، وهو حديث حسن.
• تكفير ذنوب سنة قادمة وسنة ماضية، حيث قال صلى الله عليه وسلم «صيام «يوم عرفة»، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده». رواه مسلم.