نظرة جديدة لحياتنا اليومية

نظرة جديدة لحياتنا اليومية

جميعنا نحرص على تغيير نظرة الغير إلينا، فتجد من يحرص على مظهره ويواكب كل جديد في الموضة، و آخر يراقب سلوكياته حتى لا تسوء صورته ، لا عيب في ذلك و لكن هل طرحنا على أنفسنا السؤال: هل حقا أنحن نرى غيرنا كما يجب؟ غالبا لا، فكيف نغير نظرتنا و طريقة حكمنا على محيطنا.

إن الأمر ببساطة أن نقرر أحكامنا بشكل نسبي بدل إطلاقها على العموم، و بالمثال يتضح المقال، فقد تجد شخصا يقول لك بأن فلانا سيء و لا أريد محادثته أو الجلوس معه، و عندما تستفسر عن قوله هذا يذكر خصلة أو اثنتين قبيحتين فيه و كأن هناك من البشر من سلم من العيوب، فهذا قد أطلق حكما مطلقا بأن ذاك الشخص سيء بما فيه ولكن لو عدنا نفحصه

وجدنا فيه من الخصال الحسنة ، فقد يكون أحد سبّابا ولكنه لا يدخر جهدا لمساعدة غيره و قد يكون كذابا و لكنه كريم، و لذا يعلمنا نبينا صلى الله عليه و سلم مثالا فيقول: “لا يفرك مؤمن مؤمنة ، إن كره منها خلقا رضي منها آخر”.

و بالطبع لن نقتصر الكلام على معاملاتنا مع الناس بل مع المواقف و الظروف، اسأل شخصا يخبرك أنه يكره عمله لقلة الدخل أو سوء الظروف لما لا يترك عمله سيقول بأنه سيصبح عاطلا ، إذا فهو يعترف بأن عمله أفضل من البطالة فهذا نظرة من جانب ثاني، يحكم بعض الطلبة على أنفسهم بأنهم سيئون في الرياضيات أو الفيزياء إلا أنهم لو بذلوا القليل من الجهد لوجدوا أنهم يسيئون الحكم على أنفسهم فقط بسبب بعض الفروع في هاتين المادتين و ليس كلها فقاموا بتعميم الحكم.

و أهم أمر لا بد من تطبيق مفهوم الأحكام النسبية عليه هو حين الغضب، أي كيف تسيطر على غضبك من خلال النظرة النسبية للمواقف، فلنفرض أنك واجهت حدثا أغضبك ماذا سيكون رد فعلك فقط تترك نفسك لهواك يصول و يجول ، بالطبع لا ، ضع نفسك في موقف المحايد و غيرك تعرض لموقفك ضع مكانك شخصا تراه قدوة لك(نبينا عليه الصلاة و السلام خير مثال) ماذا سيكون سلوكه ماذا سيقول و كيف ستكون نبرة صوته، احكم على الموقف كملاحظ له، و إن كانت علة غضبك شخصا قم باستبدال الأدوار و اسأل نفسك ماذا كنت سترغب بأن يكون تصرفه تجاهك ، و هذا ما نجده عند البعض لما ينزعجون من مراقبة أبويهم الدائمة لهم فلو وضعوا أنفسهم مكانهم سيتغير حكمهم و يتفهمون حرصهما عليهم و إن كان أنهم سيوضعون في موضعهم عاجلا أم آجلا.

إذن، كخلاصة لهذا الكلام يمكن أن نقول: أنظر للأمور من زوايا مختلفة ثم قرر حكمك عليها على حسب الوجهة التي اخترتها.

وسوم:

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *