شهد اليوم الاثنين الموافق 22 من شهر يونيو ارتفاع في أسعار النفط، حيث سجلت عقود خام برنت تسليم شهر أغسطس المقبل اليوم بنسبة 0.36% فقد تم تداولها عند 44.34 دولار سعر البرميل، بالإضافة إلى ارتفاع سعر خام غرب تكساس الوسيط WTI الأمريكي تسليم شهر يوليو بنحو 0.2% ليتم تداوله عند 39.91 دولار للبرميل، ومن الجدير بالذكر أنه في 6 يونيو الجاري تم تمديد اتفاق أوبك + بخفض الإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل يومياً حتى نهاية يوليو المقبل.

رغم ما شهدته الدول وخاصة المملكة العربية السعودية في الفترة الأخيرة من وباء فيروس كورونا المستجد، ظهرت موجة ارتفاع في تحسن الطلب التدريجي للاقتصاديات حول العالم، ونتيجة تخفيف القيود خاصة بعد عودة الحياة إلى طبيعتها وتخفيف الإجراءات المشددة من قبل الحكومة وعودة الأنشطة الاقتصادية والصناعية، فقد وجهت وزارة الطاقة شركة أرامكو السعودية بتخفيض إنتاج البترول الخام لهذا الشهر بكمية إضافية طوعية تبلغ مليون برميل يومياً، بالإضافة إلى التخفيض الأخير الذي شهدته شركة أوبك بلس في الفترة الأخيرة من شهر أبريل 2020، وبهذا سيكون حجم التخفيض الذي ستلتزم به المملكة قياساً على معدل إنتاجها في شهر أبريل الماضي نحو 4.8 مليون برميل يومياً، وبالتالي سيكون إنتاجها لشهر يونيو بعد التخفيض الأساسي والطوعي نحو 7.5 مليون برميل يومياً.

وقد أشارت وزارة الطاقة في ظل هذه الظروف إلى خفض الشركة إنتاجها في شهر مايو الجاري عن المستوى المستهدف وهو 8.5 مليون برميل في اليوم، وذلك بالاتفاق مع العملاء وهذا بدافع التزام جميع الدول والشركات المصنعة للنفط والبترول بنسب التخفيض، حيث التزم بها العديد من الشركات وهذا بهدف دعم استقرار الأسواق البترولية العالمية، علماً بأن أسعار النفط صعدت الأسابيع الثلاثة الماضية بفضل بدء دول تحالف أوبك + بتنفيذ الاتفاق الذي يقضي بخفض تاريخي بواقع 9.7 مليون برميل يومياً مباشرة بعد التراجعات الحادة لأسعار النفط ولم تنتظر بدء التطبيق الذي كان مقرراً له الأول من مايو.

على الرغم من التراجعات الأخيرة للجلسات السابقة ارتفع النفط بشكل ملحوظ نتيجة تراكم المخزونات العالمية، فقد انخفض الطلب العالمي على البترول بعد إغلاق دول العالم حدودها، فقد شهد الأسبوع الأخير من شهر أبريل جلسة عاصفة للخام الأمريكي تسليم مايو، فقد تدهور سعر البرميل المدرج في سوق نيويورك إلى ما دون الصفر لأول مرة في التاريخ، وهبط خام غرب تكساس الوسيط WTI الأمريكي تسليم مايو حينها بنحو 55.90 دولار أو 3.6% إلى سالب 37.63 دولار للبرميل عند التسوية.

علماً بأنه في الربع الأول تأثرت الأسعار بشكل ملحوظ بزيادة إمدادات النفط عالمياً، خاصة بعد  فشل اتفاق أوبك + على خفض إضافي للإنتاج بواقع 1.5 مليون برميل يومياً بسبب الرفض الروسي، وهذا ما دفع السعودية لإعلان رفع إمداداتها إلى 12.3 مليون برميل يومياً وصادراتها إلى أكثر من عشرة ملايين برميل يومياً، كما رفعت الإمارات إنتاجها أيضاً حينها مع عودة الحياة شبه طبيعية في الكثير من دول العالم تنبؤات برفع الأسعار تدريجياً خلال الفترة المقبلة.